رسالتنا للشباب / أنا متطوع... إذاً أنا موجود !

أصدرت مجلة «فنتازيا للخيال العلمي» في شهر أكتوبر عام 1966، عدداً خاصا عن العالم الراحل الدكتور اسحاق ازيموف. وتضمن العدد ثلاث قصص قصيرة، ومقالاً علمياً، وبعض الكتابات الهزلية الموجزة التي نظمها عالم الكيمياء الحيوية، والكاتب العلمي، والمؤرخ والروائي. وقد لاحظ كاتب المقال الافتتاحي ان دكتور اسحاق، الذي كان يبلغ حينئذ الخامسة والأربعين من العمر، قد ألف خمسة وسبعين كتاباً في غضون السنوات الخمس عشرة الأولى من حياته المهنية. وعقب على ذلك قائلاً: «إذا ما واصل ازيموف التأليف بنفس المعدل الذي حافظ عليه خلال الأعوام الخمسة عشر السابقة، فسينتج حوالي مئتين وخمسة وعشرين كتاباً عندما يبلغ من العمر خمسة وسبعين عاماً». ووفقاً لما هو سائد في العالم المتحضر، فإن هذا التقدير كان مجافياً تماماً للصحة إلى حد يثير الأسى، حيث إن هذا العالم كان يتفجر حماسة خط بقلمه ما يقارب أربعمئة كتاب في وقت أقل من ذلك، ومع امتداد عمره فعلاً إلى سن الخامسة والسبعين، فإن اجمالي كتبه كان سيكون أقرب إلى أربعمئه وخمسين كتاباً - وهو ضعف التقدير الأصلي. كان على أزيموف ان يلم من كل شيء بالكثير، لقد استغرقه تماماً حبه المطلق للتعلم، وعطش لا حدود له لاستكشاف أي شيء جديد أو مختلف ينبغي معرفته عن أي موقف أو أي شخص، لم يكن يلقي أي أهمية إلى الظروف المحيطة به، أو ان كان منكباً على القراءة أو غير ذلك، أو ما هي فرص التعارف، أو مدى ما يثير المتحدث من ملل - لقد كان اسحاق ازيموف يتعلم دائماً وفي كل الأحوال. اكتشف نفسك، كونك انساناً عاشقاً للعمل التطوعي والتطوير الشخصي يجبرك على استخدام معظمات العقل الطبيعية الذاتية والمضاعفات لقدرة العقل التي ستزودك بدفعة هائلة في مسيرتك تجاه تحقيق آمالك المهنية والشخصية. إن الخيار، في نهاية المطاف، يظل خاضعاً لك، إنني استطيع وضع المفتاح في العقل، ولكنك أنت تقوم بإدارته، انني استطيع أن أزود بأدوات بسيطة وسهلة الاستيعاب لمساعدتك في مضاعفة قدرتك العقلية، غير انني استطيع تعلم استخدامها بدلاً منك. وان عليك وحدك فعل ذلك. وفي عالم اليوم ليس أمامك سوى خيارين أولهما البقاء على نفس حالتك ومواصلة الانسحاق تحت المطالبة المستمرة لمهارات جديدة دائماً، ومعارف متنامية دائماً، ومعدلات أداة متعاظمة دائماً، وثانيهما اغتنام فرصة الاكتشاف الجديدة غير المسبوقة فيما يتعلق بالعقل وتقنيات التعلم التي انبثقت عنها من أجل تسخير كافة مصادر عقلك للعمل طوال الوقت. إن المفتاح بين يديك والقرار قرارك. تمكين الشباب